اسم الله الأعظم
الّذي إذا دعي به أجاب
بعد بحث طويل ومناقشات كثيرة وتدبر عميق وبعد سؤالي الله الذي لا إله إلاهو الحي القيوم االهدى والسداد إن اسم الله الأعظم الّذي إذا دعي به أجاب:
الأول: هو {الله لا إله إلا هو} لوروده في جميع الأحاديث الثابته في الاسم الأعظم إذا قرن مع أحد هذين القولين :
القول الأول: - الصيغ التي وردت في الأحاديث الثابته في إسم الله الأعظم:
أ-{الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}حديث بريدة رضي الله عنه.
ب-{المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم} حديث أنس رضي الله عنه
ج-{الله لا إله إلاهو الحي القيوم} حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنهاويشهد لها حديث أبي أمامة رضي الله عنها.
وذلك لورود النص ولما إحتوته هذه الصيغ من صفات الجلال والكمال والعظمة لله سبحانه وتعالى.
القول الثاني:- اسم الله الأعظم هو {الله لاإله إلاهو} إذا كان مضافا إليه كل اسم
مفردا أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفات الله الذاتيةكاسم الله {الحي} وجميع صفات الله الفعلية كاسم الله {القيوم}
أو دل على معاني جميع صفات الكمال لله سبحانه وتعالى كاسم الله {الصمد}
وكـ{يا ذا الجلال والإكرام}؛ فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء والكمالات المتنوعة. والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب وغاية الذل وما أشبه ذلك
أول دل عى كمال الإحسان إلى الخلق كاسم الله {الرحمن} سواءا كان مفرد أو مقرونا باسم الله {الرحيم}
وعلى كل إسم دل على الوحدانية المطلقة لله كاسمي الله {الواحد الأحد}
وقد إسستفدت جزءا من هذه القاعدة من إجتهاد الإمام السعدي رحمه الله فجزاه الله عنا خير الجزاء حيث يقول :
سئلت: عن الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى: هل هو اسم معيَّن معروف أو اسم غير معين ولا معروف؟
الجواب: بعض الناس يظن أن الاسم الأعظم من أسماء الله
الحسنى اسم لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة، وهذا ظن خطأ؛ فإن الله تبارك وتعالى حثَّنا على معرفة أسمائه وصفاته،
وأثنى على من عرفها، وتفقه فيها، ودعا الله بها دعاء عبادة وتَعَبُّدٍ ودعاء مسألة، ولا ريب أن الاسم الأعظم منها أولاها بهذا الأمر؛ فإنه تعالى هو الجواد المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه، وهو يحب الجود على عباده، ومن أعظم ما جاد به عليهم تَعَرُّفُه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن الاسم الأعظم منها كل اسم مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل على معاني جميع الصفات؛ مثل:
الله؛ فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال.
ومثل: الحميد المجيد؛ فإن الحميد الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى. والمجيد الذي دل على أوصاف العظمة والجلال، ويقرب من ذلك الجليل الجميل الغني الكريم.
ومثل: الحي القيوم؛ فإن الحي من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات. والقيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع خلقه وقام بجميع الموجودات؛ فهو الاسم الذي تدخل فيه صفات الأفعال كلها.
ومثل: اسمه العظيم الكبير الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
ومثل: قولك: يا ذا الجلال والإكرام؛ فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء والكمالات المتنوعة. والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب وغاية الذل وما أشبه ذلك.
فعلم بذلك أن الاسم الأعظم اسم جنس، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة الشرعية والاشتقاق؛ كما في «السنن»([1]) أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال:«والذي نفسي بيده؛ لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».
وكذلك الحديث الآخر حين دعا الرجل، فقال: اللهم! إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، يا حي! يا قيوم! فقال صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده؛ لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى»([2]).
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم؛ «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *}} [البقرة: 163] ، {{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}} [البقرة: 255] . رواه أبو داود والترمذي([3]).
فمتى دعا الله العبدُ باسم من هذه الأسماء العظيمة بحضور قلب ورقة وانكسار؛ لم تكد ترد له دعوة. والله الموفق.}انتهى
ومن الأمثلة على هذه القاعدة:
أن اسم الله الأعظم هو
1-{الله لا إله إلا هو الصمد}
2-{الله لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام}
3{الله لا إله إلا هو الحي}
فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والهوى والشيطان وأستغفر الله
للإستئناس والفائدة نذكر هذه الرؤيا لغالب بن قطان فقد ذكر النيسابوري في تقسيره في سورة النمل وغيره :
أن غالب بن قطان مكث عشرين سنة يسأل الله الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فأري في منامه ثلاث ليال متواليات: قل يا غالب [يا فارج الهم يا كاشف الغم يا صادق الوعد يا موفياً بالعهد يا منجز الوعد يا حي ياقيوم لا إله إلا أنت .]
ولعل ما يشهد لصدق هذه الرؤيا:
1-حديث اسماء رضي الله عنها
عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن رسول الله أنه قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ و الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: 1، 2] " ]
وفي رواية أخرى عند أحمد حدثنا محمد بن بكر أخبرنا عبيد الله بن أبي زياد حدثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : سمعت رسول الله يقول في هاتين الآيتين اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:1، 2] "إن فيهما اسم الله الأعظم" .
رواه أبو داوود وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع
ح : 9801/229وصححه الترمذي والسيوطي.
2-حديث إبي أمامة
فعن أبي أمامة يرفعه قال: "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث: سورة البقرة وآل عمران وطه"
وهذه هي السور التي خصت بذكر اسم الله [الحي القيوم]
قال عنه المناوي [حديث سنده حسن وقيل صحيح] وقد صححه الألباني في صحيح الجامع وحسنه في السلسلة الصحيحة.
والقاسم المشترك بين هذه الرواية وحديثي أسماء وأبي أمامة رضي الله عنهم : هو[الله لا إله إلا هو الحي القيوم]
والله أعلم.
إن الناظر إلى الأحاديث والآثار الواردة عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في اسم الله الأعظم يجد أن من أشهرها أن يدعو الصحابي بدعاء فيخبر النبي صلى الله عليه بأنه دعا الله باسمه الأعظم أو كاد أن يدعوبه ومن هذه الحاديث والآثار
1- حديث بريدة
فعن بريدة ان رسول الله سمع رجلاً يقول : اللهم إني اسالك بأني أشهد أنك انت الله لااله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد . فقال :.( لقد سالت الله تعالى بالاسم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب ) وفي رواية :.( لقد سالت الله تعالى باسمه الاعظم ).
رواه في سننه الترمذي وابوداود وابن ماجه . قال ابن حجر :. ان هذا الحديث ارجح ماورد في الاسم الاعظم من حيث السند .
وصححه ابن حبان و الحاكم والذهبي وقواه المقدسي وصححه الالباني والوادعي وحسنه الترمذي والسخاوي.
2-حديث أنس
فعن انس انه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي : ( لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ) .
رواه أحمد و البخاري في الادب المفرد ورواه الاربعة
وقد صححه ابن حبان والحاكم و الذهبي وضياء المقدسي و الالباني . وحسنه ابن حجر والسخاوي والوادعي.
وهذان الحديثان هما أصح ماورد في الباب والعمدة في إثباته وما يذكر بعد ذلك فمن باب الإعتبار والشاهد والمتابعة
3-ورد في كتاب العدة للكرب والشدة لضياء الدين المقدسي
بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ ، فَمَرَّ بِنَا كَلْبٌ ، فَمَا بَلَغَتْ يَدُهُ رِجْلَهُ حَتَّى مَاتَ ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَنِ الدَّاعِي عَلَى هَذَا الْكَلْبِ آنِفًا ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " لَقَدْ دَعَوْتَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، وَلَوْ دَعَوْتَ لِجَمِيعِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ لَغَفَرَ لَهُمْ ، كَيْفَ دَعَوْتَ ؟ " ، قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، اكْفِنَا هَذَا الْكَلْبَ بِمَا شِئْتَ وَكَيْفَ شِئْتَ ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى مَاتَ " .
http://library.islamweb.net/hadith/d...891&pid=857159
4-أورد صاحب كتاب أسنى المقاصد وأعذب الموارد
بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْجَرُ مِنْ بِلادِ الشَّامِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى بِلادِ الشَّامِ ، وَلا يَصْحَبُ الْقَوَافِلَ تَوَكُّلا مِنْهُ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ : بَيْنَمَا هُوَ جَاءَ مِنَ الشَّامِ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ إِذْ عَرَضَ لَهُ لِصٌّ عَلَى فَرَسٍ ، فَصَاحَ بِالتَّاجِرِ : قِفْ ، قال : فَوَقَفَ لَهُ التَّاجِرُ , وَقَالَ لَهُ : شَأْنَكَ بِمَالِي وَخَلِّ سَبِيلِي ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ اللِّصُّ : الْمَالُ مَالِي وَإِنَّمَا أُرِيدُ نَفْسَكَ ، فَقَالَ التَّاجِرُ : مَا تَرْجُو بِنَفْسِي شَأْنَكَ وَالْمَالَ وَخَلِّ سَبِيلِي ؟ قَالَ : فَرَدَّ عَلَيْهِ اللِّصُّ مِثْلَ الْمَقَالَةِ الأُولَى ، فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ : أَنْظِرْنِي حَتَّى أَتَوَضَّأَ وَأُصَلِّيَ وَأَدْعُوَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : افْعَلْ مَا بَدَا لَكَ ، قَالَ : فَقَامَ التَّاجِرُ وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ : اللَّهُمَّ يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ، يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ ، يَا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ، أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي قَدَرْتَ بِهَا عَلَى خَلْقِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ إِذَا بِفَارِسٍ عَلَى فَرَسٍ أَشْهَبَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ ، وَبِيَدِهِ حَرْبَةٌ مِنْ نُورٍ ، فَلَمَّا نَظَرَ اللِّصُّ إِلَى الْفَارِسِ تَرَكَ التَّاجِرَ وَمَرَّ نَحْوَ الْفَارِسِ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ شَدَّ الْفَارِسُ عَلَى اللِّصِّ وَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَرْدَاهُ عَنْ فَرَسِهِ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّاجِرِ فَقَالَ لَهُ : قُمْ فَاقْتُلْهُ ، فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَمَا قَتَلْتُ أَحَدًا قَطُّ وَلا تَطِيبُ نَفْسِي بِقَتْلِهِ ، قَالَ : فَرَجَعَ الْفَارِسُ إِلَى اللِّصِّ وَقَتَلَهُ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّاجِرِ وَقَالَ : اعْلَمْ أَنِّي مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، حِينَ دَعَوْتَ الأُولَى سَمِعْنَا لأَبْوَابِ السَّمَاءِ قَعْقَعَةً ، فَقُلْنَا : أَمْرٌ حَدَثَ ، ثُمَّ دَعَوْتَ الثَّانِيَةَ فَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَهَا شَرَرٌ كَشَرَرِ النَّارِ ، ثُمَّ دَعَوْتَ الثَّالِثَةَ فَهَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْنَا مِنْ قِبَلِ السَّمَاءِ وَهُوَ يُنَادِي : مَنْ لِهَذَا الْمَكْرُوبِ ؟ فَدَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يُوَلِّنَيِ قَتْلَهُ ، وَاعْلَمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنَّ مَنْ دَعَا بِدُعَائِكَ هَذَا فِي كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَكُلِّ شِدَّةٍ ، وَكُلِّ نَازِلَةٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَعَانَهُ ، قَالَ : وَجَاءَ التَّاجِرُ سَالِمًا غَانِمًا حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ الْقِصَّةَ ، وَأَخْبَرَهُ بِالدُّعَاءِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ لَقَّنَكَ اللَّهُ أَسْمَاءَهُ الْحُسْنَى الَّتِي إِذَا دُعِيَ بِهَا أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهَا أَعْطَى " .
http://library.islamweb.net/hadith/d...=30&pid=640181
5-ذكر ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده
عَنِ ابْنِ سَابِطٍ ، أَنَّ دَاعِيًا دَعَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَإِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَإِنَّمَا تَقُولُ لَهُ : كُنْ , فَيَكُونُ " , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ كِدْتَ أَوْ كَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ " .
http://library.islamweb.net/hadith/d...6365&hid=28787
اللهم إني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم وأسألك اللهم بأني أشهد أنك انت الله لااله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد وأسألك اللهم يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ، يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ ، يَا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ اسألك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ ، وَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي قَدَرْتَ بِهَا عَلَى خَلْقِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي وأسألك اللهم بِاسْمِكَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَإِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَإِنَّمَا تَقُولُ لَهُ : كُنْ , فَيَكُونُ أسألك الهدى والسداد وأسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ياأرحم الراحمين
وقفة مع حديث أنس رضي الله عنه في الإسم الأعظم
أ- الرواية المشهورة
عن انس انه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي : ( لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ) .
ب-الكلمات التي إتفقت فيها جميع طرق روايات حديث أنس رضي الله عنه في اسم الله الأعظم
(اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام)
ج - جمع حميع ماورد من كلمات في حديث أنس رضي الله عنه في اسم الله الأعظم من جميع الطرق
في صيغة
(اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ياحنان يامنان يابديع السماوات والأرض ياذا الجلال والأكرام ياحي ياقيوم)
هذا والله أعلم
عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن رسول الله أنه قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) و الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: 1، 2] "
رواه أبو داوود وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع
ح : 980(1/229)وصححه والسيوطي وقال الترمذي حديث حسن صحيح
اللهم إني أسألك بأنك أنت إلهنا إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ياحي ياقيوم أسألك الهدى والسداد والعفو والعافية في الدنيا والآخرة إنك سميع الدعاء
العدة للكرب والشدة لضياء الدين المقدسي:
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ ، أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ نَاصِرٍ السَّلامِيَّ ، حَدَّثَهُمْ مِنْ لَفْظِهِ ، أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الْأَنْبَارِيُّ بِبَغْدَادَ ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ الْحُسَيْنِ بْنُ بُرْهَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الأَنْبَارِيُّ بِالْفُسْطَاطِ ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرَاكٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيُّ ، عِنْدِي جَالِسًا بَيْنَ التَّوَابِيتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَبْكِي وَيَصِيحُ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قِصَّتِهِ ؟ فَقَالَ : اشْتَرَيْتُ رِدَاءَ شُرْبٍ بِدِينَارَيْنِ وَنِصْفٍ ، وَاسْتَسْلَفْتُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، أُنْفِقُهَا عَلَى صِبْيَانِي فِي الْعِيدِ ، فَرَبَطْتُهَا فِي طَرْفِ الرِّدَاءِ ، وَدَخَلْتُ مَيْضَاةَ بَدْرٍ ، أَتَوَضَّأُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَلَفَفْتُ رِدَائِي وَتَرَكْتُهُ عَلَى الْحَنِيَّةِ ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ غَسْلِ رِجْلِي وَجَدْتُ الرِّدَاءَ قَدْ سُرِقَ ، وَأَعْظَمُ مَا عَلَيَّ الدَّيْنُ ، وَعِيدٌ مُقْبِلٌ عَلَيَّ ، وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَلْتَطِمُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الشَّيْخُ السِّيرَوَانِيُّ ، وَكَانَ جَالِسًا عَلَى شِمَالِي ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا حَفْصٍ ، تَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : وَهُوَ مَسْتُورٌ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : اجْلِسْ يَا رَجُلُ ، الرِّدَاءُ يَجِيئُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقُلْتُ أَنَا لِلرَّجُلِ : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ بِحِذَائِنَا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، فَاجْتَمَعَ الشَّيْخُ ، وَدَعَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ ، ثُمَّ جَلَسَ قَلِيلًا ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ طَرَفِ التَّوَابِيتِ ، وَوَقَفَ عِنْدَ مُصْحَفِ أَسْمَاءَ ، وَصَاحَ : أَيْنَ ذَا الرَّجُلِ الَّذِي تَلِفَ رِدَاؤُهُ ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : هُوَ ذَا هُوَ ، فَنَاوَلَهُ الرَّجُلُ الرِّدَاءَ فَأَخَذَهُ وَجَاءَ إِلَيْنَا وَجَلَسَ ، فَحَلَّ عُقْدَةً مِنْ طَرَفِ الرِّدَاءِ ، فَإِذَا فِيهَا ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ ، كَمَا قَالَ ، وَمَضَى الرَّجُلُ . فقلت للشيخ قد رأيتك دعوت ، فبم دعوت ؟ قَالَ : دَعَوْتُ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، عَلَّمَنِيهِ أُسْتَاذِي إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ ، فَقُلْتُ : عَلِّمْنِي إِيَّاهُ ، فَتَأَنَّى قَلِيلًا ثُمَّ ، قَالَ : أَفْعَلُ وَكَرَامَةً . فَقَالَ قُلْ : " اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَحْرَزْتُ نَفْسِي بِالْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، نِعْمَ الْقَادِرُ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ " .
http://library.islamweb.net/hadith/d...891&pid=857233
ذكر الإمام ضياء الدين المقدسي رحمه الله في كتابه العدة للكرب والشدة بسنده:
إن أَبُا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَرْغَانِيُّ ، قَالَ : " كُنْتُ أُدْفَعُ إِلَى شِدَّةِ الْفَاقَةِ أَيَّامًا كَثِيرَةً ، وَرُبَّمَا كُنْتُ أَسْقُطُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ، وَكُنْتُ حِينَئِذٍ قَلِيلَ الدِّرَايَةِ ، وَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى أَظَافِيرَ أَصَابِعِي كُمْدَةً مِنَ الْجُوعِ ، فَقُلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي نَفْسِي لَوْ عَلَّمْتَنِي اسْمَكَ الْأَعْظَمَ ، سَأَلْتُكَ بِهِ إِذَا حَلَّتْ بِي فَاقَةٌ مُتْلِفَةٌ . فَأَنَا يَوْمًا بِدِمَشْقَ عَلَى بَابِ الْبَرِيدِ جَالِسٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ وَقَفَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُمَا مَلَكَيْنِ ، فَوَقَفَا بِحِذَائِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : تُرِيدُ أُعَلِّمُكَ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ؟ قَالَ لَهُ الْآخَرُ : نَعَمْ ، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِمَا . فَقَالَ : هُوَ أَنْ تَقُولَ : يَا اللَّهُ ، فَقُلْتُ : قَدْ تَعَلَّمْتُ ، وَرَجَعْتُ كَمَا كُنْتُ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : لَيْسَ كَمَا تَقُولُ أَنْتَ ، وَلَكِنْ تَصْدُقُ اللَّجَأَ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : صِدْقُ اللَّجْإِ : تَكُونُ مِثْلَ الْغَرِيقِ فِي لُجِّ الْبَحْرِ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ تَتَعَلَّقُ بِهِ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ " .
http://library.islamweb.net/hadith/d...891&pid=857235
شرح دعاء" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ الْمَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُك
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لك الْمَنَّانُ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ[1]).
[المفردات]:
المنان: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى, أي كثير العطاء، من المنَّة بمعنى النعمة، أو النعمة الثقيلة, أي صاحب النعم المتتالية دون طلب عوض, وغرض.
بديع السموات والأرض: أي مبدعهما بمعنى مخترعهما ومنشئهما على غير مثال سابق.
ذا الجلال والإكرام: ذو الجلال: صاحب العظمة والكمال والإكرام: هو سعة الفضل، والجود بما ليس له حدود.
الحي: اسم من أسمائه تعالى، وهو الذي له الحياة الدائمة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات.
القيوم: اسم من أسمائه تعالى: و هو القائم بنفسه، فلم يحتج إلى أحد، والمقيم لغيره بالتدبير والإصلاح, وكل صفات الفعل ترجع إلى هذا الاسم الجليل.
الشرح:
بدأ بمقدمة من الثناء على اللَّه تعالى، واستحقاقه الحمد بكل أنواعه، وإثبات وحدانيته وألوهيته بالعبادة دون غيره, ثم ذكر جملاً من أسمائه الحسنى، مقدمة بين يدي دعائه, فجمع بين التوسل بالعمل الصالح للَّه تعالى، توسّلاً بما له من الكمالات التي لا تُحصى, رجاء عظيماً في قبول دعوته؛ لما شملته من أسمى مطلب في الدنيا والآخرة, وهو مغفرة الذنوب, واستعاذة من أعظم مرهوب، وهو النار.
قوله: ((يا بديع السموات والأرض)): يا خالق ومنشئ السموات والأرض على غير مثال سابق.
قوله: ((يا ذا الجلال والإكرام)): يا صاحب العظمة، والكبرياء، والمجد، ويا واسع الفضل والجود والكرم, تُكرم أولياءك، وخواصّ خلقك، بأنواع الكرم والجود، بما ليس له حدود، ولا مُقيّد بقيود.
قوله: ((يا حي يا قيوم)): يا دائم الحياة الذي ليس لك ابتداء، وليس لك فناء، ولا انتهاء، يا قائم بتدبير الخلق, والغني عن كل الخلق، الكلّ مفتقرٌ إليك، ومحتاجٌ لك.
قوله: ((إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار)): بعد ثنائه على اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا، شرع في سؤال أعظم مطلب، وهو الجنة، واستعاذ من أشد مرهب، وهو النار والعياذ باللَّه.
قوله صلى الله عليه وسلم ((لقد دعا اللَّه تعالى باسمه الأعظم)): والاسم الأعظم من ثمرات الدعاء به أنه يفيد أصل التعجيل، أو زيادته، وكمالاً في المستجاب، أو في بدل المدعو به([2])، فهو لا شك له أكبر الأثر في قبول وإجابة الدعاء، فحريٌ الاعتناء به أشد العناية، حتى يتكرّم ربنا بإعطائنا ما نرجوه في العاجل والآجل.
([1]) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم 1495، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب اسم اللَّه الأعظم، برقم 3858، والنسائي، كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم 1299، وفي السنن الكبرى له، 1/ 386، 1224، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا قتيبة، برقم 3544، وأحمد، 19/ 238، برقم 12205،وابن حبان، 3/ 175، وابن أبي شيبة،
10/ 272، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/279، وفي صحيح ابن ماجه،
2/ 329، وفي السلسلة الصحيحة، برقم 1342.
([2]) الفتوحات الربانية : 3/638 .
http://www.kalemtayeb.com/index.php/...ahat/item/3157
الصيغ التي من دعا الله بها فقد دعى الله بالاسم الاعظم.
أن من دعا الله يهذه الصيغ الثلاثة فقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وهذه الصيغ هي :
الصيغة الأولى:
دعاء الله بالدعاء الوارد في حديث بريدة رضي الله عنه
[اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ].
كيف لا وقد ثبت أن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى أنه قد أخبر بذلك بل أقسم ففي مسند أحمد قال حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ ، أَخْبرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابنِ برَيْدَةَ ، عَنْ أَبيهِ ، قَالَ :
خَرَجَ برَيْدَةُ عِشَاءً ، فَلَقِيَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ بيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُرَاهُ مُرَائِيًا ؟ " ، فَأَسْكَتَ برَيْدَةُ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ، أو قال : والذي نفس محمد بيده ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ باسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بهِ أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بهِ أَجَاب " ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابلَةِ خَرَجَ برَيْدَةُ عِشَاءً ، فَلَقِيَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ بيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَقُولُهُ مُرَائيًا ؟ " ، فَقَالَ برَيْدَةُ : أَتَقُولُهُ مُرائيًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا ، بلْ مُؤْمِنٌ مُنِيب ، لَا ، بلْ مُؤْمِنٌ مُنِيب " ، فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ بصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِب الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْأَشْعَرِيَّ ، أَوْ إِنَّ عَبدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ " ، فَقُلْتُ : أَلَا أُخْبرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " بلَى ، فَأَخْبرْهُ " ، فَأَخْبرْتُهُ ، فَقَالَ : أَنْتَ لِي صَدِيقٌ ، أَخْبرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحَدِيثٍ . والحديث سنده صحيح.
الصيغة الثانية :
دعاء الله بالدعاء الوارد في حديث أنس رضي الله عنه
[اللهم اني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم].
كيف لا وقد ثبت أن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبر بذلك بل أقسم ففي سنن النسائى قال أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَخِي أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا يَعْنِي وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي , فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا , فَقَالَ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ , لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ , يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " تَدْرُونَ بِمَا دَعَا " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ , وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " .الحديث صحيح.
الصيغة الثالثة :
الجمع بين الصيغة الأولى والصيغة الثانية كأن تقول في دعائك
[اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم الرحمن الرحيم وأني أشهد أنك أنت الله لا إله الا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد إني أسألك].
لاشتمالها على أصح حديثي اسم الله الأعظم حديث بريدة وحديث أنس رضي الله عنهما مع بقية أسماء الله الحسنى الواردة في الأحاديث الثابته في اسم الله الأعظم والله أعلم
أهدي لكم إخواني الكرام وأخواتي الكريمات رواية شيخ الإسلام في الحديث صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله الأمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمة الله روايته لحديث اسم الله الأعظم في كتابه الأدب المفرد وهو غير كتابه صحيح البخاري وهي الرواية الوحيدة التي رواها لحديث اسم الله الأعظم سندا ومتنا على حد علمي القاصر جدا وذلك بعد بحث طويل والله أعلم ومن علم غير ذلك فليبين جزآه الله عني خير الجزاء أترككم مع الرواية من الأدب المفرد للبخاري
بَابُ : الدُّعَاءِ عِنْدَ الاسْتِخَارَةِ
رقم الحديث: 704
728 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَفْصُ ابْنُ أَخِي أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ :
" كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَاب .
http://www.islamweb.net/hadith/displ...=36166&hid=704
يابديع السماوات والأرض ياحي ياقيوم اسالك رضاك والجنة والهدى والسداد والعفو والعافية في الدنيا والآخرة
الخاتمـــة:
1- أن اسم الله الأعظم يَثبُتُ بأربعة أحاديث وهي حديث بريدة وحديث أنس وحديث أبي أمامة وحديث أسماء رضي الله عنهم جميعا.
2- إن مواطن تحري اسم الله الأعظم الثابته في خمسة مواضع وهي سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة طه والدعاء الوارد في حديث بريدة رضي الله عنه والدعاء الوارد في حديث أنس رضي الله عنه.
3- أن من دعا الله بهذه الصيغ الثلاث فقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
الصيغة الأولى: دعاء الله بالدعاء الوارد في حديث بريدة رضي الله عنه[اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ] لإخبار الرسول لمن دعا بها أنه دعا الله بلإسم الأعظم
الصيغة الثانية : دعاء الله بالدعاء الوارد في حديث أنس رضي الله عنه [اللهم اني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الأرض ياذا الجلال و الإكرام ياحي ياقيوم] لإخبار الرسول لمن دعا بها أنه دعا الله بلإسم الأعظم
الصيغة الثالثة : الجمع بين الصيغة الأولى والصيغة الثانية كأن تقول في دعائك [اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم الرحمن الرحيم وأني أشهد أنك أنت الله لا إله الا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد إني أسألك]لاشتمالها على أصح حديثي اسم الله الأعظم حديث بريدة وحديث أنس رضي الله عنهما مع بقية أسماء الله الحسنى الواردة في الأحاديث الثابته في اسم الله الأعظم
4-ان اسم الله الأعظم من المسائل الخلافية قديما وحديثا وأنه كلما كان القول من الدليل قريب فهو الى الصواب أقرب.
وفي خاتمة البحث ما أملك إلا أن أقول:
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم الرحمن الرحيم وأني أشهد أنك انت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت علىإبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وإن تبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وأسألك أن تغفرلنا وأن ترحمنا إنك أنت الرحمن الرحيم
وأسألك الهدى والسداد
وأسألك الهدى والسداد
وأسألك الهدى والسداد إنك أنت السميع العليم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 التعليقات:
إرسال تعليق